الخميس، يوليو 22، 2010

بثلاثة و عشرون يوليو قد حطم اصفادا


الإنسان العماني .. وتحديات المستقبل

الآن ندخل السنة الأربعون من عمر النهضة المباركة لهذا البلد العظيم ، ونحن كعمانيين نفتخر بهذا الوطن الذي واجه تحديات من اجل أن يقوم كما هو عليه الآن .. ومحور الموضوع الإنسان العماني كيف استطاع أن يضع أول خطوة على طريق التقدم ويصل إلى الهدف الذي ينشده بعد عام 1970م وحتى يومنا هذا ، وصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بحكمته ينظر الآن بكل جدية إلى وضع الإنسان العماني موضع الأب لأبنائه ، وبان يكون الإنسان العماني رجلا كان أو امرأة يحمل رسالة البناء والتقدم ليواجه تحديات المستقبل ، لا أن يظل تحت مظلة الاعتماد على الآخرين ، والحكومة الرشيدة لصاحب الجلالة من ضمن الخطط الخمسية توجه ليتمكن المواطن العماني مواجهة المستقبل بأحواله وتحدياته ، وليصبح أكثر قوة من جميع النواحي ، فمنذ بزوغ نهضة الثالث والعشرين من يوليو عام سبعين وتسعمائة وألف للميلاد وسلطنة عمان تحت رعاية قائد حكيم ملهم وضع عمان كدولة عصرية في المكانة التي تستحقها ، ووضع أسس البناء على أساس الاعتماد على النفس والعمل الدؤوب والجهد المتواصل والإخلاص والمشاركة الواعية والعطاء الصادق ، فبهذه الفضائل تمكنت عمان من أن تضع نفسها على خارطة العالم ... وطموح الإنسان العماني يجب أولا أن يكون نابعا من القلب ، ويكون في مصلحة الوطن والمواطن ، لا أن يكون هناك طموح شخصي يضر بالوطن ويؤخر تقدمه ، مثلما يفعله الفاسدون ومستغلي وظائفهم في سبيل مصالحهم الشخصية الأمر الذي يؤدي إلى تضعيف القدرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للوطن ، فطموحنا نحن كعمانيين أن نرفع اسم وعلم عمان عاليا خفاقا بين الأمم ، وحتى نحقق ذلك يجب علينا أولا ألا نعتمد على الآخرين في كل صغيرة وكبيرة ، لان أولئك الآخرون سوف يسيطرون علينا ويتحكمون فينا وفي حياتنا ، وخاصة فيما يتعلق بمواردنا البشرية والمالية ، وبما نسميه أكثر على طريقة لغة العصر ( التحكم عن بعد ) ، فنخسر أنفسنا وهيبتنا وأخلاقنا وشبابنا ، وأكثر من ذلك ديننا الإسلامي الحنيف ، وتاريخنا ولغتنا وتراثنا .
*******
الإنسان العماني خلال أربعين عاما يدخل خضم العملية السياسية بطريقة خطوة خطوة ، في البداية لم يتم مشاركته في القرارات للسياسة الداخلية ، وهذا شيء طبيعي ، فالدولة حديثه ، ونسبة التعليم 1% بداية السبعين ( تقديريا ) ، ولا ننسى التراكمات السابقة من ناحية القبلية والتفكك وعدم التواصل بين أفراد المجتمع الذين كانوا محصورين في مكان منغلق عن العالم الخارجي ، فهم يحتاجون أولا إلى الاندماج الاجتماعي ، ثم إلى التعرف على العالم الجديد ،  غير أنهم غير واعيين بعد الانفتاح لشيء جديد قد يرفضوه تماما ، وهذا ما حصل للمعارضين سابقا والذين اندمجوا بعدها بعد أن تفهموا توجه صاحب الجلالة للتغيير إلى الأفضل ، لذلك بدأت تتشكل في فترة متقدمة نظام استشاري من أفراد الحكومة حتى تطور الأمر لوجود نظام شورى يمثل أفراد الشعب قد يكون شبه مستقل بدأ في محاسبة الحكومة والاقتراح لها ، والآن مساحة الحرية بدأت تزداد رغم ما قد يواجهه البعض من جدران قاسية ، فأصبح لدينا الآن منتديات ومدونات تطرح مواضيع حساسة دون المساس بأي احد ما دام لا يخرج عن إطار الاحترام بين الإفراد ، والنقد يكون بناء في ظل مناداة صاحب الجلالة لعدم مصادرة الفكر ، فجلالته يضع المستقبل القادم على ما أظن لمتغيرات جديدة ، وقد نادى بمحاربة الفساد ، وأظن أن المستقبل سنرى فيه تطورا جديدا من ضمنه إعطاء مجلس الشورى صلاحيات اكبر للإصلاح مادام انه صوت الشعب ومصلحة الوطن ، إن لم يكن الآن ففي السنوات القادمة .
*******
 فإذا أردنا أن نكون شيئا قويا في هذا العالم علينا أن نعتمد على أنفسنا حتى إذا واجهتنا العثرات وأخطأنا أول مرة ، فليس العيب أن نتعثر أول مرة ، ولكن العيب أن لا نحاول التكرار والتجربة ، وذلك بالعمل الدءوب المضني المتواصل المستمر والجهد الخلاق المبدع مع صدق العطاء والإخلاص في العمل ووعي المشاركة كل في مجال عمله ومكان موقعه ، فالمدرس يقوم بعمله تعليم وتدريس الأجيال وتهيئتها للقيام ببناء الوطن ، والطالب يتعلم ويدرس ويجتهد ويثابر في دروسه ليستطيع أن يقوم مستقبلا ويتجه إلى العمل الذي يستطيع فيه خدمة وطنه ، وكذلك الطبيب الذي يداوي ويعالج المرضى ، ومن ثم المهندس الذي يشيّد المباني .. وهناك الشرطي والجندي والصحفي وغيرهم كل يقوم بعمله بكل جد واجتهاد لرفع علم عمان عاليا ليصل بها إلى مصاف الأمم المتقدمة القوية اقتصاديا وعلميا ، وكل ذلك إذا تعاوننا جميعا نحن العمانيين بمختلف مراكزنا وأماكننا وواجهنا تحديات المستقبل بعقلانية وتوازن مع محاسبة النفس دون الإضرار بأنفسنا وديننا وقيمنا وتاريخنا ولغتنا .. إن التحدي الأهم الآن بالنسبة للمواطن العماني هي مواجهة الفساد والفاسدين وفضحهم بالأدلة والمواثيق ، وان نقف وقفة واحدة لنواصل بناء عمان تحت ظل قائدها الباني الأول حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ .