الجمعة، ديسمبر 11، 2009

مصادرة الفكر من أكبر الكبائر




دور المثقفين العمانيين من الكتّاب وغيرهم في الحياة الاجتماعية والسياسية

يعرّف المجتمع بأنه مجموعة من الأفراد يشكلون نظام شبه مغلق ، وبه تتكون شبكة العلاقات بين الناس الذين يعيشون سوية في شكل منظّم أو ضمن جماعة منظمة . أو تعريف آخر بأنه مجموعة من الأفراد تعيش في موقع معين ترتبط فيما بينها بعلاقات ثقافية واجتماعية ، يسعى كل واحد منهم لتحقيق المصالح والاحتياجات يشتركون في الهموم والاهتمامات تبين تطور شخصيتهم الثقافية والإنسانية ( كتبته نقلا واختصارا ودمجا للتعريف ) ، ومن ضمن هذا المجتمع يوجد المثقفون من كتّاب وأدباء وشعراء وهم يعتبرون من صفوة المجتمع المدني .

 المجتمع العماني يوجد فيه هؤلاء المثقفين ولكن لا يعرف كم نسبتهم لقياس مدى تأثيرهم وتأثرهم ببقية أفراد المجتمع ، وهل بقية أفراد المجتمع قابلين لذلك التأثير أم هناك حواجز أخرى تحول عنه ، منها تدني المستوى الثقافي والتعليمي مهما وصل منهم إلى مقاعد الجامعة .. هناك إتهام بأن المثقفين العمانيين منزويين عن الناس البسطاء ، ولكن من المؤكد إن هذا الاتهام ليس له أساس من الصحة ، فاغلبهم تجدهم يكتبون من خلال البيئة التي يتعايشون معها ويبرزون مشاكلها ، فنجدهم يكتبون في المجلات والصحف والمدونات أو المنتديات وغيرها ، الكتابات تتنوع من نقد واقتراحات ، لكن من هناك من يعدون على أصابع اليد من يكتب بجرأة ودون خوف ،  لنجد أن أسباب عدم التعاطي في الأمور تكون واقعة تحت الخط الأحمر منها وقوف السلطة السياسية والإعلامية والأمنية ضدهم أو محاسبتهم بسبب الكيان الاجتماعي والقبلي والتاريخي ، بمعنى أن السلطة السياسية تكون حاجزا كبيرا لهم ليتم تهميش دورهم كمثقفين في المجتمع ، مثلما حدث في ندوة المرأة العمانية بين الواقع والتطلعات .

وقد يواجهون من بعض أفراد المجتمع هجوما كبيرا  دون فهم ما يريد أن يوصله هؤلاء المثقفين لهم مثلما حدث للشاعر والكاتب محمد الحارثي بعد مقابلته التي أجراها في برنامج عين على الديمقراطية وتعرضه لسيل من الهجوم دون وعي في مضمون ما قاله أو نقده بطريقة محترمة بحيث لم يفرقوا بين كلمتيّ مأزوم ومهزوم ، متناسين أن صاحب الجلالة قد نادى بعدم مصادرة الفكر ، فلازما عليهم عدم التهجم على الآخر وفهمه أولا ومن ثم محاورته بالمنطق والرأي الآخر وحتى وإن كان هذا الآخر قد أخطأ .
 

 للعلم هنا وفي خلال السنوات الأخيرة تم إعطاء المثقفين متنفسا لإبراز فكرهم وخاصة بعد حديث جلالة السلطان أثناء زيارته التاريخية إلى الجامعة في 2 مايو عام 2000م ، حيث أكد جلالته على أهمية الفكر وعدم السماح بمصادرته ، الأمر الذي دفع ببعض المثقفين أخذ الكتابة بطريقة مغايرة وتغيير في الأسلوب قد يتعدى الخطوط الحمراء مما حدا بالحكومة وضعهم في زاوية حادة استسلم البعض منهم مثل ما حدث مع كتاب سبلة العرب حتى تم إغلاقها تماما ، ولكن أظن تلك المساحة من الحرية قد أعطت للكتاب الحاليين حافزا كبيرا للكتابة مرة أخرى وبأكثر قوة ودون خوف ، ليس المطلوب منهم أن يكونوا صناع القرار بقدر أن يكونوا مؤثرين في المجتمع لرقيه ورفعته  .

خلاصة القول يتطلب أعطاء مساحة كبيرة من الحرية لهؤلاء المثقفين ، طبعا بشروط يحترم فيها جميع الأطراف دون مزايدات ، ومن جانب المثقفين عليهم إعادة صياغة دورهم أولا لبناء المجتمع والوطن مع الاندماج التفاعلي ، ويتوجب أن تصل كتاباتهم للقاريء العادي ، ومطالبة المجتمع بأسره بالوقوف معهم أحسنوا أو أخطئوا ... لذا فدور هؤلاء الصفوة من المجتمع لا يقتصر على كتابة قصة أو شعر أو هذونة أو خاطرة أو فلسفه بل أن دورهم اكبر من ذلك ، فهم الكيان المهم في التأثير على المجتمع وتثقيفه ، والادوار التي يؤدونها كثيرة ومتنوعة منها الدينية والتعليمية والصحية والتربوية ومشاكل الباحثين عن العمل وغيرها .




أعذروني لعدم تسلسل الأفكار أو أية أخطاء أخرى  !


هناك 7 تعليقات:

محفيف يقول...

السلام عليكم أخي مسرح الحياة
أفكارك جميلة وموضوعك جميل جداً
المثقف يجب أن يخرج من برجه العاجي إلى الشارع ويخاطبه.. لا فائدة من حوار الطرشان بين النثقف والمجتمع كما أن المثقف تارك المسرح لغيره وهو يغرد لوحده...
لكن القادم أفضل
سعدت بالمرور هنا

مسرح الحياة يقول...

عليكم السلام مرحبا بك أخ محفيف وتشريفك أسعدني أكثر .
نعم القادم أفضل ، هي فترة إنتقالية ليؤدي المثقف دوره الطبيعي في المجتمع ، وعليه أن يوصل فكره إلى بقية أفراد المجتمع ليس من أجله هو فقط بل من أجل وطنا جميلا راقيا يتعاطى فيه الجميع ادواره بين الاخذ والعطاء .
شكرا لمرورك الجميل

عُلا الشكيلي يقول...

مرحبا مسرح الحياة .
تدوية رائعة ، ومواضيع تستحق الإلتفاتة .

سأكون مُتابعة .

دمت

نهروان يقول...

السلام عليكم
قد تكون الكتابة الصحفية في الجرائد و المجلات هي من خلقت تلك البروج للكتاب الصحفيين حيث أنهم كانوا بمعزل عن القراء ..بينما في يومنا هذا فالصحافة أو الكتابة التدوينية الالكترونية للمثقفين و مناقشتهم هو أمر بدا في متناول اليد

مسرح الحياة يقول...

أهلا بالاستادة علا - شكرا لك للاطراء والمتابعة
لك كل التحايا

مسرح الحياة يقول...

وعليكم السلام نهروان
المثقفين مطالبين بالاندماج والتفاعل مع بقية افراد المجتمع فهم الاذن والعين واللسان واليد التي تبرز مشاكله وحلوله ، باقي الشم فهي من اختصاص اناس آخرون هههههه

مسرح الحياة يقول...

أثناء تصفحي لسبلة عمان في هذه اللحظات ، وجدت أن المثقفين لهم دور كبير من اجل وطنا كبير وجميل نعيش فيه ومنه واليه .. موضوع الاعلامي والاديب محمد اليحيائي والعريضة التي يقدمها صفوة المجتمع العماني وهم المثقفون

http://www.s-oman.net/avb/showthread.php?t=614754

بارك الله في مسعاهم فنحن نفتخر بهم

ولكن ما دورنا نحن كافراد المجتمع ، بالطبع نؤيد مسعاهم فقلوبهم بيضاء وعقولهم نظيفة ونحن في هذا الوطن الجميل

الاستادة علا الشكيلي نفتخر بك انت وبقية الكتاب وغيرهم .